غير مصنف

المغرب :استراتيجية جديدة لمواجهة فيروس كورونا covid 19

يراقب المغرب، منذ بداية الشهر الجاري، التغييرات التي طرأت على طريقة انتقال فيروس كورونا وسرعة انتشاره والفئات “الجديدة” التي أضحت أكثر تعرضا للإصابة، ما نبهت إليه دراستان صادرتان عن اللجنة العلمية والتقنية المشكلة من قبل وزارة الصحة لتتبع الحالة الوبائية.
وحسب خلاصات الدراستين، فإن فيروس كورونا فقد كثيرا من شراسته التي ظهر بها في دول أوربا في أبريل وماي الماضيين ونجا منها المغرب، بفضل التدابير الاستباقية للحجر الصحي المنزلي، لكنه انتقل إلى مرحلة أخرى من الخطورة، أي الانتشار السريع وسط فئة السكان بين 20 و40 سنة، ما يفسر الارتفاع المهول في عدد الإصابات.
وقالت الدراستان إن حوالي 60 في المائة من الإصابات المسجلة منذ 30 يوليوز الماضي إلى 22 غشت الجاري، مست الفئات العمرية بين 20 سنة و40، في حين أن هذه النسبة لم تكن تمثل سابقا سوى 10 في المائة، أو 12 على أبعد تقدير.
ونبهت اللجنة العلمية والتقنية إلى مخاطر هذه المرحلة التي وصل إليها الفيروس، مؤكدة أن الفئات العمرية المعنية بالإصابات الجديدة، هي الأكثر حيوية ونشاطا وتحركا وتنقلا، سيما في هذه الفترة من السنة، التي تتزامن مع موسم العطل والسفر والاستجمام.
وقالت اللجنة إن مخاطر نقل العدوى من هذه الفئات إلى الفئات الأخرى الأكبر سنا والحاملة لأمراض مزمنة وارد جدا، ما يقوي احتمالات الإصابة في صفوفها، ويزيد، بالتالي، من منسوب الضغط على البنية التحتية الاستشفائية وغرف الإنعاش وأجهزة التنفس الاصطناعي، مع كل السيناريوهات السيئة بارتفاع نسب الوفيات في صفوف المصابين.
ويتطلب الوضع الجديد تغيير استراتيجية التدخل المعتمدة من قبل السلطات العمومية في اتجاه العودة القوية إلى الإجراءات الحاجزية، ومحاربة خطورة الأماكن المغلقة، وتوسيع عدد الفحوصات اليومية، وتسريع الوصول إلى الحالات المشكوك فيها، وعزل المشكوك في إصابتهم تلقائيا لمدة 10 أيام بعد ظهور الأعراض، والذهاب نحو المواطنين للكشف (خصوصا الفئات الشابة) عوض انتظارهم.
وتتماهى الدراستان مع دراسة أخرى أنجزت في فرنسا تتحدث عن التغييرات نفسها في جينومات الفيروس، كما تلتقي مع التصريحات التي سبق أن أدلت بها منظمة الصحة العالمية، منتصف غشت الجاري، حين عبرت عن قلقها من انتشار فيروس كورونا بشكل متزايد عبر أشخاص في العشرينات والثلاثينات والأربعينات من العمر.
وقالت المنظمة إن هذا التغير يمثل خطرا واضحا على شرائح أخرى من السكان ويجعلهم عرضة للإصابة بالفيروس، بما في ذلك كبار السن والمرضى وأولئك الذين يعيشون في مناطق مكتظة بالسكان ذات أنظمة صحية أضعف.
من جهة أخرى، تدارست اللجنة العلمية والتقنية سيناريوهات مواجهة الانتشار السريع للفيروس، ضمنها العودة إلى الحجر الصحي الشامل لمدة لا تقل عن أسبوعين، مع تشديد الاحترازات الوقائية، وهي مدة كافية لإعادة التحكم في الفيروس والتقليل من أخطاره.
ووضعت الدراستان فرضية العودة إلى الحجر الصحي، ضمن الخيارات المطروحة أمام المغرب، في حالة استمرار السلوكات نفسها في التعامل مع فيروس فتاك، خصوصا من قبل المواطنين الذين لم يستوعبوا بعد خطورة الأمر، رغم الوقائع العينية اليومية، وحملات التحسيس والتوعية وخطابات التنبيه.

Enter the text or HTML code here

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى